علي معالي (دبي)

عودة «الملك» الشرقاوي الرائعة على المستوى المحلي، وحصوله على لقبي الدوري الموسم الماضي، وكأس سوبر الخليج العربي في افتتاح الموسم الجديد، بمثابة «فاتح شهية» مهم للغاية، حتى يستعيد الفريق هيبته بشكل عام على المستويين الداخلي والخارجي، والفرصة متاحة أمام هذا الجيل من اللاعبين، لمحو الآثار السلبية الكبيرة التي تركتها حالة الانسحاب، في آخر بطولة قارية شارك فيها «الملك»، وهي دوري الأبطال، الأمر الذي عرضه لعقوبة الإيقاف لموسمين، مع تغريمه مالياً بعقوبة قاسية، ومنذ 2009 غاب «الملك» عن القارة، وحتى على المستوى المحلي.
واليوم من جديد، نجح الفريق في أن يستعيد ثقته بنفسه مع المدرب المواطن الرائع عبد العزيز العنبري، الذي دون سطوراً من ذهب في سجلاته، بفوزه بلقبي الدوري والسوبر لاعباً ومدرباً، ويدخل الفريق في الموسم الجديد، تحدياً مزدوجاً من خلال السعي للمحافظة على إنجازاته المحلية، وترك بصمة عندما يشارك آسيوياً.
ولم يكن تاريخ مشاركات الشارقة في البطولة الآسيوية مثيراً للإعجاب، أو دليلاً على قوته، بل قدم مستويات في بعض الأوقات يمكن وصفها بـ «المتواضعة»، والدليل على ذلك خسائره الكبيرة في بعض المواجهات.
ولكنه في نفس الوقت، هناك فترات أظهر فيها «النحل» معدنه الجميل في مباريات معينة، منها الفوز على فرق لها باع محلي وقاري كبير في بلدانها، ومنها الهلال السعودي والشرطة العراقي.
والمشاركة الأولى للشارقة تعود إلى نسخة دوري أبطال آسيا 1994، وخرج مبكراً على يد المحرق البحريني، عندما تعادل معه 1-1 ذهاباً، وخسر 1- 2 إياباً في المرحلة الأولى، وفي نسخة 1997 انسحب الشارقة قبل بدء البطولة، وأوقعته القرعة حينها اللعب مع النصر السعودي، وتحدد لها الأول من سبتمبر 1996.
وجاءت المشاركة الثالثة لـ «الملك» عام 2004، وقدم الفريق مستوى متميزاً في المجموعة الثالثة التي ضمت الهلال السعودي والشرطة العراقي، ويومها تصدر «الملكي» القمة برصيد 10 نقاط، محصلة الفوز في 3 مباريات، والتعادل في مباراة، ووقتها كان نظام التأهل للفريق المتصدر فقط للبطولة. وفي تحليل لمباريات المجموعة، استطاع الشارقة أن يبدأ مشواره بالفوز على الشرطة العراقي بهدفي سعيد الكأس والمغربي عثمان العساس، وفي الثانية تعادل مع الهلال سلبياً يوم 25 فبراير 2004، وفي الإياب استطاع الشارقة أن يكرر الفوز على الشرطة بملعبه 3 -2، ويومها سجل لـ «الملك» أندرسون البرازيلي وعثمان العساس يوم 4 مايو 2004.
وفي 18 مايو 2004، قدم الشارقة مباراة رائعة أمام الهلال السعودي إياباً، وتفوق 5 - 2، في لقاء مثير، وسجل الأهداف سعيد الكأس، وأندرسون، ونواف مبارك وعبدالعزيز محمد، وبذلك يتصدر الفريق قمة المجموعة ويتأهل للدور الثاني، إلا أنه تكبد خسارة كبيرة بـ «نصف درزن» أمام سيونجنام الكوري الجنوبي، في مباراة الذهاب 15 سبتمبر 2004، وكرر «الكوري» فوزه 5-2 إياباً بالشارقة ليودع «الملك» البطولة.
وفي نسخة 2009، كانت حالة الملك محلياً صعبة للغاية، ومستوى وترتيب الفريق لا يليق به، وخاض مباراته الأولى في الدور التمهيدي الثاني أمام ديمبو الهندي، وفاز بثلاثية أحرزها أندرسون وجان كارلوس وموسى حطب، وفي المجموعات لعب مع الشباب السعودي وبيرزوي والغرافة خسر «الملك» 4 مباريات، وقبل المباراة الخامسة أعلن الانسحاب، يوم 3 مايو 2009، وجاءت العقوبة بالغرامة المالية 413 ألف دولار، والإيقاف عن عدم المشاركة في آسيا لمدة عامين.
ولكن الوضع اليوم أصبح مختلفاً تماماً، حيث يملك الفريق مدرباً لديه قدرات عالية، في كيفية التعامل مع المباريات والمواقف الصعبة، وهو عبد العزيز العنبري، وبالتالي فإن الخلطة التي يضعها العنبري في المباريات كفيلة بأن تجعل الفريق يسير بخطوات بعيدة في هذه المشاركة.
ويرى عبد العزيز محمد «عزوز»، مدير الفريق، أن فريقه حالياً وضعه وقوته في أرض الملعب تختلف، وما حققه الفريق بالفوز ببطولة الدوري، ثم التتويج بلقب السوبر دافع معنوي كبير، لأن يقدم «الملك» المستوى المتميز في آسيا.
وقال عبد العزيز محمد: البطولات القارية تحتاج إلى خبرات مختلفة وقدرات عالية من اللاعبين، وهو ما نمتلكه في الوقت الراهن من لاعبين مواطنين وأجانب، وحصلوا على خبرات متنوعة، والمشاركة الآسيوية تحتاج إلى نوع من الحذر في التعامل معها، والتركيز الكامل في المباريات.
وأضاف: علينا أن نقدم كرة جميلة ومستوى يليق باسم الإمارات، وأبواب القارة مفتوحة أمام «الملك»، لكي يعود لها من جديد، ويمحو آثار الماضي، والمستويات المهزوزة التي ظهرت في بعض المباريات، ونعتمد أيضاً في هذه النسخة على جمهورنا الكبير، الذي يقف دائماً داعماً لنا في مثل هذه المواقف المهمة.